لقد رأيتها اليوم .. رأيتها بوجهها النضر وخدها الزهرى وملامحها الرقيقة وعينها الامعة . رأيتها تقف هناك الى
جانب رفيقاتها لا يزعزعها نظراتهم القاسية او بنادقهم الثقيلة
ولكن وفجأة وجدتها تجرى مندفعة نحو البوابة , تدفعها بقوة لا تتناسب مع جسدها الصغير, ثم جرت نحو الجانب
الاخر وعبرت المعبر كاشفة للدنيا كلها عن وجه الجمال الحقيقى متجسدا فى قوة وصمود وانتصار فتيات غزة
فبعد ليلتين من الظلام الدامس وتوقف كل مناحى الحياة لانقطاع التيار الكهربائى وقفت فتيات غزة ونساءها اليوم
يتظاهرن امام معبر رفح على الحدود المصرية الفلسطينية ..تقف امامهن قوات الامن المصرية
لم تمنعهن اصواتهن الرقيقة من الهتاف صارخات : وامعتصماه
جلست الى نفسى وعقدت مقارنة بينى وبين تلك الفتاة الجميلة لأعرف الرابح فينا من الخاسر
ووجدت الاتى:
هى : نفذ الوقود لديهم فلم تجد مواصلات تساعدها على الذهاب الى الجامعة
انا:وجدتها بسهولة والحمد لله
هى : لم تجد الدواء اللازم لوالدتها فى الصيدلية فالحصار مفروض منذ 8 شهور والدواء نفذ
انا :لم تكد تشعر امى بالالم حتى وجدت الدواء امامها
هى : وقفت فى طابور طويييييل حتى حصلت على المؤن الغذائية اللازمة لاسرتها
انا : اتصلت هاتفيا بالبائع فى المتجر القريب فأرسل لى كل ما أردت
هى :خرجت من بيتها حزينة لأنها لم تستطع كى حجابها لانقطاع التيار الكهربى
انا :المكواة كانت جاهزة لجعل ملابسى فى ابهى صورتها
النتيجة : لقد ربحت وخسرت هى
ولكن
فكرت للحظة أخرى
فوجدت انها دفعت ثمن الجنة ولم ادفعه انا
ووجدتها قدمت من اسرتها الشهداء ولم أقدم انا
ووجدتها نالت شرف الجهاد فى سبيل الله واكتفيت انا ببعض الركعات
وهنا دمعت عيانى واحسست ان كل ما امتلكه لا قيمة له امام ماحصلت عليه ..وتمنيت لو تنقطع الكهرباء وينفذ الوقود
وأشاركها هذه الوقفة امام معبر رفح ويدى بيدها
فنعبره معا
وننتصر معا
وندخل الجنة معا